الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية


تحت شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، نظمت مؤسسة الحاج البشير القرءانية حفلا ختاميا لبرنامج الدراسات الإسلامية الخاص بالفوجين 19-20 و 20-21. وبعد دخول الخريجين إلى مكان الحفل وسط تهليلات وتكبيرات الحضورن ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني، أعقبته تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم. بعد ذلك كان الحضور على موعد مع كلمة مدير المؤسسة "الدكتور عبد الفتاح الفريسي"، ثم كلمة "الأستاذ محمد اليوسفي" نيابة عن رئيس المجلس العلمي المحلي، وكلمة "الدكتور أحمد أبو زيد" باسم الطاقم التربوي لأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية. بعد ذلكن تابع الحضور باهتمام وصلة من الأمداح النبوية وفن السماع من أداء طلبة المؤسسة بمشاركة المنشد زكرياء الزيرك الفائز بالجائزة منشد الشارقة الدولية.

وقبل توزيع الشهادات على الخريجين، استمع الحضور إلى كلمة خريجي فوج 19-20 الذي أطلق عليه اسم الصحابي الجليل "أبي بن كعب" قدمتها الطالبة مريم العماري، وكلمة فوج 20-21 الذي أطلق عليه اسم العالمة المغربية "خناتة بنت بكار" قدمها الطالب عبد السلام بولعود. وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الدكتور عبد الفتاح الفريسي المدير العام للمؤسسة:

السيد رئيس المجلس العلمي المحلي، السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية أصحاب الفضيلة العلماء والأساتذة النبهاء السيدات والسادة ممثلو الهيئات الرسمية المحترمون، السيدات والسادة أهالي الخريجين، السيدات والسادة أعضاء المجالس الادارية والتربوية في مدرسة البشير الخريجات العزيزات، الخريجون الأعزاء، أيها الحفل الكريم،

يسعدني أن أرحب بكم في رحاب مدرسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق في هذه الأيام السعيدة المشهودة من شهر ذي الحجة، لنحتفل بتخريج فوجين جديدين من برنامج أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية برسم السنتين الدراسيتين 2020/2019 و 2021/2020، وإنها لمَدعاةُ فخرٍ واعتزازٍ لنا جميعا أن حُلْما راودَ المؤسِّسينَ قبل أكثر من عشرين عاما أصبح اليوم صرحا علميا شامخا، فلِهؤلاء المؤسِّسينَ، ولأسرة الحاج البشير رحمه الله خاصة، كلُّ الاحترامِ والتقدير، ولمْ تكن هذه المؤسسة لِتبلغَ الشأوَ العظيم الذي بلغتهُ لولا جهود العديد من الجهات الخاصة والعامة، الرسمية والعلمية، وأخص بالذكر هنا وزارةَ الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلسَ العلمي، والعلماءَ والأساتذة والإداريين الذين شرّفهم الله بخدمة القرآن الكريم وعلومه، ونقْلِ معالمِ العلمِ والذكر، إلى المتعطشين من أهل الله وخاصته، فلهؤلاء أيضا كل الاحترام والتقدير.

أيها الحفل الكريم،، أستأذنُكم في أن أوجه خطابي إلى وسطاءِ عقد هذا الحفل، إلى العرسانِ الذين خطبوا ود القرآن، ودفعوا المهور الغالية، من أجل أن يعتلوا بعد قليلٍ منصة هذا الحفل، نقول لهم: أيها العاشق معنى حسننا، مهرنا غال لمن يطلبنا، جسد مضنى وروح في العنا، وجفون لا تذوق الوسنا

أيتها الخريجات، أيها الخريجون،

بدءا، أهنئكم وأهنأ أهاليكم وأحبابكم وأصدقاءكم، ها أنتم تقطفون اليوم ثمار سنوات من العمل الجادّ على مقاعد الدراسة، فهنيئا لكم ما صنعت أيديكم وطوبى لكم، (قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا ). وقد خطر لي وانا اجمع حروفَ وكلمات هذا الخطاب ألاّ أوجه لكم أية توجيهات ووصايا، فالوصايا لو تركت لفضل أدب، وحُسنِ خلُق لتركتها لأجل فضلكم وشريف خلقكم، غير أن الوصية، كما قالت العرب، تذكرة للغافل ، ومعونة للعاقل، وإنني أدرك أن التقاليد الأكاديمية تقضي بأن يسديَ خطيب حفل التخرج بعض النصائح، وللتقاليد كما لا بد لاحظتم وطأتها، بل إن الالتزام بها يتعاظم عندما يصبح التحديات كبيرة والمشاق كبيرة.

ايتها الخريجات، أيها الخريجون،،

لا شك لدي في أن المعارف التي اكتسبتموها والخبرات التي راكمتموها خلال دراستكم في أكاديمية البشير، تؤهلكم للنجاح في حياتكم الحسية والمعنوية، لكن عليّ أن أصدقكم القول إن النجاح لن يكون سهلا، وعلينا جميعا أن نواصل طـَرْقَ باب القرآن الكريم ونواصل الطـَرْقَ حتى ينفتحَ الباب على مصراعيه، وتحلو به حياتنا، ونيل المطالب لا تتحقق، بعد توفيق الله، إلا بالتشمير على ساعد الجد، فالنجاح لا يحابي إلا العقل المتأهب المتحفز.

إخواتي وأخواني، بناتي وأبنائي، محظوظ من يترك بصمة على صفحة الزمان، وأثرا على رمال الحياة، (سنكتب ما قدموا وآثارهم ) ولا يترُكَن أحدٌ أثرا أعظم ولا أنفع من العمل الصالح، الذي ينفع الله به العباد والبلاد، فأما الزَبَد فيذهب جُفاء، وأما ما ينفع الناس من علم وأدب وعطاء ومعالم خير فيبقى في الأرض، أتمنى أن يترك كل منكم أثرا.

عزيزاتي وأعزائي،

لا شك أنكم في مستقبل الأيام ستنظرون إلى وقتكم في أكاديمية البشير بكثير من الحب وكثير من العرفان وفيض من الحنين، ولربما ستقولون كانت تلك أجمل أيام العمر، وسنشعر نحن أساتذتكم بالفخر حينما نسمعكم تقولون ذلك، ولكن، دعوني أقول صدقا إن الأمر يعود لكم، يعود لكم أن تجعلوا دوما أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعدْ .. أتمنى أن تفعلوا.

ولا بد لي هنا ان أدعوكم جميعا جميعا وألتمس منكم أن تبقى صلتكم بمؤسستكم بعد تخرجهم مستمرة، فهي كما احتضنتهم خلال سنوات الدراسة فإنها تتطلع لخدمتهم بعد تخرجكم.

وختاما لا يفوتي في هذا المقام، وباسمكم جميعا، أن نشكر الله عز وجل على ما تلقاه مدرستنا من عناية واهتمام من كل الفاعلين، وعلى رأسهم اسرة الحاج البشير ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي المحلي والسلطات المحلية، ولا ننسى جنودنا الأوفياء العلماء والعالمات والاساتذة والمعلمات، والمتطوعين والمتطوعات، الذين اقتنعوا برسالة مؤسستهم، وواصلوا المساء الصباح خدمة لشعارها: الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر .

أيها الحضور.. واستمساكا بما عرف به المسلمون قاطبة والمغاربة على وجه الخصوص من الاهتمام بالقران الكريم، وتكريم حفظته وقرائه، وسيرا على سنة ملوكنا الأخيار وآبائنا الأبرار، أدعوكم جميعا لتكونوا معنا يوم غد على الساعة 10.00 صباحا، في مسيرة القرآن الكريم ، مسيرة النور القرآنية، والتي سنخرج فيها جميعا نحتفل بالقرآن الكريم، مصدر عزنا، وعنوان نظامنا الداعي لكل خير، ونحتفي بنجاح أزيد من خمسين طفلا من أطفالنا في برنامج التعليم العتيق، ختموا القرآن وضبطوا تلاوته وتجويده ولله الحمد والمنة، ندعوكم للمشاركة معنا بخطوات نصدح فيها جميعا بحب الله وحب الوطن، وحب الوطن من الايمان، نهنئهم جميعا ونبارك لهم خطواتهم، ونهنئ المعلمات والاداريين القائمين بكل اجتهاد على برنامج التعليم العتيق.

ونسأل الله في ختام هذه الكلمات التي ارسلها إليكم من بعيد على جناح المحبة والتقدير أن تستمر انجازات بلادنا في كل المجالات الحسية والمعنوية، وأن تبقى بلادنا في عز وسؤدد ورفعة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المحفوظ بحول الله وقوته والسبع المثاني والقرآن العظيم، والحمد لله رب العالمين.

عبد الفتاح الفريسي

مدير مؤسسة الحاج البشير