ندوة علمية

تنطلق يوم الجمعة 24 أكتوبر 2022 الموسم العلمي والثقافي الجديد لأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية بندوة علمية حول العلم وفضله وآدابه برحاب مؤسسة البشير القرآنية بمدينة تمارة المغربية يشارك فيها عدد من العلماء والأساتذة بتنسيق وإشراف الدكتور عبد الفتاح الفريسي
وللعلم فإن أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية أكاديمية علمية رائدة في تدريس العلوم الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم حضوريا وعن بعد، راكمت تجربة طويلة لأكثر من 20 عاما في خدمة القرآن الكريم وعلومه، كما تتميز مستوياته بتنوعها واستيعابها لكل الأعمار.

 

برنامج اقرأ وارتق

تلتقون ابتداء من يوم الجمعة 07 أكتوبر 2022 مع دورة جديدة في برنامج اقرأ وارتق الذي يقدمه الدكتور عبد الفتاح الفريسي مباشرة.
من مميزات هذه الدورات:
– مفتوحة في وجه الجميع (المبتدئين والمتقدمين)
– الجمع بين إتقان الحروف القرآنية وفهم أسرار الآيات واستبصار مقصدها.
– يمكن متابعة الدورة عبر الرسمية للدكتور عبد الفتاح الفريسي.

الحج مقاصد وأسرار

إن الحج من أوَّله إلى آخره، وفي كل خطوة من خطواته، حافل بكثير من المناسك والمواقف التي تشعر الإنسان بعظمة الله وقدرته، وتتجلى فيها الحكم والأسرار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وفي كل واحدة من هذه المناسك تذكرة للمتذكر، وعبرة للمعتبر.. وهذه بعض أسرار الحج وحكمه:

الحج والإحرام:

في الإحرام تظهر المساواة بين جميع المسلمين حاكمهم ومحكومهم، غنيهم وفقيرهم، ومظهر الحجاج في لباس الإحرام يمثل البعث في الحياة الآخرة، ويكشف عن أن الدنيا الزائلة لا يليق أن تصرف مفاتنها العاقل المؤمن عن الاستعداد للحياة الباقية.
وهو في حقيقته تجرد من شهوات النفس والهوى، وحبسها عن كل ما سوى الله وعلى التفكير في جلاله.

الحج والتلبية:

في التلبية إجابة نداء الله عز وجل، فارجُ أن تكون مقبولاً، واخش أن يقال لك: لا لبيك ولا سعديك. فكن بين الرجاء والخوف مترددًا، وعن حولك وقوتك متبرئًا، وعلى فضل الله -عز وجل- وكرمه متكلاً. وليتذكر الملبي عند رفع الصوت بالتلبية إجابته لنداء الله عز وجل: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: 27]. وانقياد الخلق بنفخ الصور، ونشرهم من القبور، وازدحامهم لعرصات القيامة مجيبين لنداء الله، وهذه التلبية شهادة على تجرد النفس من الشهوات والتزامها الطاعة والامتثال.

الحج والطواف:

ينبغي أن يُحضر في قلبه التعظيم والخوف والرجاء والمحبة، والحاج في الطواف متشبه بالملائكة المقربين الحافين حول العرش، الطائفين له، وليس المقصود هو طواف الجسم بالبيت فحسب، بل المقصود هو طواف القلب بذكر رب البيت، حتى لا يبتدئ الذكر إلا منه، ولا يختم إلا به، كما يبتدئ بالبيت ويختم به.
والطائفون في عملهم، كأنما يمثلون الدوران حول عقيدة التوحيد، والتمسك بها، وإخلاص العبودية لله، والاستجابة لندائه على لسان خليله إبراهيم عليه السلام.
كما يرمز إلى مشروعية الاقتداء بأبينا إبراهيم ورسولنا محمد عليهما الصلاة والسلام، وسائر أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين الذين لبوا دعوة الله في قوله: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29].

الحج والسعي:

إنه يضاهي تردد العبد بفناء الملك جائيًا وذاهبًا مرة بعد أخرى؛ إظهارًا للخلوص في الخدمة ورجاء للملاحظة بعين الرحمة.
وليتذكر عند تردده بين الصفا والمروة تردده بين كفتي الميزان في عرصات يوم القيامة، وليتذكر تردده بين الكفتين ناظرًا إلى الرجحان والنقصان مترددًا، وفي السعي شدة إلحاح المؤمن في استمطار رحمة الله عليه.
وفيه شعور بالضراعة بين يدي الله القوي العزيز، وفيه اقتداء بما فعلته السيدة هاجر، إذ كانت حركتها تلك حركة مباركة، وسنة قائمة إلى يوم القيامة يتعبد بها الناس ربهم ويأخذون منها وجوب السعي وراء الرزق والحث على العمل والبعد عن الكسل.

الحج والوقوف بعرفة:

يذكر الحاج به يوم القيامة واجتماع الأمم والعرض الأكبر على الله تعالى، وهو موقف يذكر بالموت الذي ينتقل به المرء إلى ربه بكفن شبيه بلباس الإحرام، كما أن فيه تجرد الإنسان في ذلك الوقت من ملاذ الدنيا، وشهوات النفس، وأن ذلك يدفع إلى الإقبال على الله تعالى، والاجتهاد في الأعمال الصالحة.
كما يركّز ذلك التجمع إلى التذكير بالبعث بعد الموت وما في يوم القيامة من أهوال، ليأخذ المسلم الاستعداد لها بأفعال الخير، وفيه من تذكير المسلمين الذين دفعوا إلى الخير، وفيه تذكير للمسلمين الذين دفعوا إلى الحج، بمشروعية الاتحاد والأخذ بالأسباب الداعية للوحدة والاجتماع.
وما هو إلا بذل المهج في الضراعة بقلوب مملوءة بالخشية، وأيدٍ مرفوعة بالرجاء، وألسنة مشغولة بالدعاء، وآمال صادقة في أرحم الراحمين.

الحج ورمي الجمار:

إنه رمز للاقتداء بسيدنا إبراهيم عليه السلام، ومحاربة الشيطان ووسوسته وتضليله.
كما يرمز إلى وجوب طاعة الله، وامتثال أوامره ليصبح المرء في عداد المحسنين، وهو عزم على الالتجاء إلى الله تعالى، ونبذ الأهواء، وهو رمز مقت واحتقار لعوامل البشر ونزعات عائد لصدق العزيمة في طرد الهوى المفسد للأفراد.

الحج وذبح الهدي:

إنه إراقة لدماء الرذيلة بيد اشتد ساعدها في بناء الفضيلة، إنه ذبح للنفس الأمارة بالسوء، وإخراجها من جسد الإنسان وإحلال روح الخير والفضيلة عليها.
وهو إظهار لنعمة الله، بتوسعته على المسلمين بأن يوسعوا على أنفسهم وعلى الفقراء والمساكين في أيام العيد، وفيه تذكير بفعل إبراهيم عليه السلام حينما عزم على قتل ابنه إسماعيل استجابة لأمر الله، ففداه الله بذبح عظيم، وأصبح الفداء بعدها سُنَّة متبعة تفعل كل عام؛ اقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ساق الهدي من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة.

يا سلوة الأنفاس

استأثر مسيرة الدكتور عبد الفتاح الفريسي باهتمام العديد من النقاد والأدباء والشعراء والمفكرين، وقد أجمعوا على تفرده ومساهمته الناجحة في خدمة المعرفة، والدعوة إلى الخير، كما كان الدكتور عبد الفتاح الفريسي موضوع قصائد نظمها بعض الشعراء يذكرون فيها ببعض خصاله ومناقبه، ومن بينهم هؤلاء الشاعر مولاي الحسن الحسيني الروداني الذي نظم سنة 2015م أغرودة عنوانها (يا سلوة الأنفاس) يمجّد فيها برنامج الدكنور الفريسي الإذاعي سلوة الأنفاس، الذي قدمه الدكتور عبد الفتاح الفريسي على أثير إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم إبان الفترة بين 2012 و 2018 ، والذي لاقى نجاحا كبيرا.

وقد تم نشر الأغرودة ضمن ديوان (هكذا الماء) من منشورات الأدب لمبدعي الجنوب – 25 طبعة 2016، وفيما  يلي نص القصيدة*:

يَسْتَلُّ سَيْفَ النورِ لَمْ يكُ أوْحَدا — المُؤْمِنُ المِغْوارُ ذُخْرٌ للفِدا

معَهُ الملائِكُ والحديثُ وسمْعُنا — معَهُ الكِتابُ مُرَتَّلاً ومجوَّدا

تلْك الجحافلُ منْ كتائب ظلْمة — في وجْهها نور الْمحجَّةِ جُرِّدا

إنْ قالَ قبْلَ الفجْرِ قَوْلاً ليِّناً — جلَبَ الصباحَ إلى فؤادٍ وَحَّدا

لا لمْ تُبالِغْ في الفَصاحةِ يَعْرُبٌ — لوْ صنَّفَتْهُ بِذا الزمانِ مُجِدِّدا

يا ناظرَ الفتْحِ المُبينِ ألا تَرى — دفَقاتِ قلْبيَ رُكَّعا بَلْ سُجَّدا

اللهُ بارَكَ هدْيَكمْ وضِياءَكُمْ — والبِشْرُ بالصلواتِ عَمَّ مُحَمدا

يا سلوةَ الأنفاسِ شَنِّفْ مَسْمَعي — كمْ أَصْبحَ القلْبُ الرطيبُ مُمهَّدا

فامُرْ بأمْرِ اللهِ وانْهَ وَهاتِنا — جُرَعاً تَلَذُّ على الأثيرِ لنَسْعَدا

واقْنَصْ منَ الحِكَم العَليَّةِ طائِرا — يا رامِياً للمَوْعِظاتِ مُسَدِّدا

يا صاحِ هاتِيكَ الفوائدُ خَمْرَةٌ — فاسْكُبْ مُدامَ اللهِ كَأْساً مِنْ هُدَى

يا منْ يَشُقُّ الصخْرَ بعْضُ حديثِهِ — هَذا فُؤادِيَ غارقٌ ما أُنْجِدا

بَلْ أنْجَدَ اللهُ الكريمُ بفضْلِكُمْ — رُوحاً تَحِنُّ إلى الْمَدارِجِ والمَدَى

يَا عُقْبَةَ الزمَنِ الحديثِ افْتحْ لَنَا — سِرَّ الفُهومِ وحَرِّرَنَّ الأبْعَدا

أشْهِرْ فُرَيْسِيَّ الفوائدِ صَارِماً — أجْلِبْ بِهِ حَرْباً على جَيْشِ العِدَا

إِنا وَأَيْمُ اللهِ نَمْتَحُ زَهْرَكُمْ — ما كانَ مِذْياعُ الصَباحِ مُغَرِّدا

————————————-

* ديوان (هكذا الماء) للشاعر مولاي الحسن الحسيني الروداني: صفحة 67، منشورات الأدب لمبدعي الجنوب – 25 طبعة 2016

الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية

تحت شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، نظمت مؤسسة الحاج البشير القرءانية حفلا ختاميا لبرنامج الدراسات الإسلامية الخاص بالفوجين 19-20 و 20-21.
وبعد دخول الخريجين إلى مكان الحفل وسط تهليلات وتكبيرات الحضورن ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني، أعقبته تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع كلمة مدير المؤسسة “الدكتور عبد الفتاح الفريسي”، ثم كلمة “الأستاذ محمد اليوسفي” نيابة عن رئيس المجلس العلمي المحلي، وكلمة “الدكتور أحمد أبو زيد” باسم الطاقم التربوي لأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية.
بعد ذلكن تابع الحضور باهتمام وصلة من الأمداح النبوية وفن السماع من أداء طلبة المؤسسة بمشاركة المنشد زكرياء الزيرك الفائز بالجائزة منشد الشارقة الدولية.

وقبل توزيع الشهادات على الخريجين، استمع الحضور إلى كلمة خريجي فوج 19-20 الذي أطلق عليه اسم الصحابي الجليل “أبي بن كعب” قدمتها الطالبة مريم العماري، وكلمة فوج 20-21 الذي أطلق عليه اسم العالمة المغربية “خناتة بنت بكار” قدمها الطالب عبد السلام بولعود.
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الدكتور عبد الفتاح الفريسي المدير العام للمؤسسة:

السيد رئيس المجلس العلمي المحلي،
السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية
أصحاب الفضيلة العلماء والأساتذة النبهاء
السيدات والسادة ممثلو الهيئات الرسمية المحترمون،
السيدات والسادة أهالي الخريجين،
السيدات والسادة أعضاء المجالس الادارية والتربوية في مدرسة البشير
الخريجات العزيزات، الخريجون الأعزاء،
أيها الحفل الكريم،

يسعدني أن أرحب بكم في رحاب مدرسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق في هذه الأيام السعيدة المشهودة من شهر ذي الحجة، لنحتفل بتخريج فوجين جديدين من برنامج أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية برسم السنتين الدراسيتين 2020/2019 و 2021/2020، وإنها لمَدعاةُ فخرٍ واعتزازٍ لنا جميعا أن حُلْما راودَ المؤسِّسينَ قبل أكثر من عشرين عاما أصبح اليوم صرحا علميا شامخا، فلِهؤلاء المؤسِّسينَ، ولأسرة الحاج البشير رحمه الله خاصة، كلُّ الاحترامِ والتقدير، ولمْ تكن هذه المؤسسة لِتبلغَ الشأوَ العظيم الذي بلغتهُ لولا جهود العديد من الجهات الخاصة والعامة، الرسمية والعلمية، وأخص بالذكر هنا وزارةَ الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلسَ العلمي، والعلماءَ والأساتذة والإداريين الذين شرّفهم الله بخدمة القرآن الكريم وعلومه، ونقْلِ معالمِ العلمِ والذكر، إلى المتعطشين من أهل الله وخاصته، فلهؤلاء أيضا كل الاحترام والتقدير.

أيها الحفل الكريم،، أستأذنُكم في أن أوجه خطابي إلى وسطاءِ عقد هذا الحفل، إلى العرسانِ الذين خطبوا ود القرآن، ودفعوا المهور الغالية، من أجل أن يعتلوا بعد قليلٍ منصة هذا الحفل، نقول لهم: أيها العاشق معنى حسننا، مهرنا غال لمن يطلبنا، جسد مضنى وروح في العنا، وجفون لا تذوق الوسنا

أيتها الخريجات، أيها الخريجون،

بدءا، أهنئكم وأهنأ أهاليكم وأحبابكم وأصدقاءكم، ها أنتم تقطفون اليوم ثمار سنوات من العمل الجادّ على مقاعد الدراسة، فهنيئا لكم ما صنعت أيديكم وطوبى لكم، (قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا ).
وقد خطر لي وانا اجمع حروفَ وكلمات هذا الخطاب ألاّ أوجه لكم أية توجيهات ووصايا، فالوصايا لو تركت لفضل أدب، وحُسنِ خلُق لتركتها لأجل فضلكم وشريف خلقكم، غير أن الوصية، كما قالت العرب، تذكرة للغافل ، ومعونة للعاقل، وإنني أدرك أن التقاليد الأكاديمية تقضي بأن يسديَ خطيب حفل التخرج بعض النصائح، وللتقاليد كما لا بد لاحظتم وطأتها، بل إن الالتزام بها يتعاظم عندما يصبح التحديات كبيرة والمشاق كبيرة.

ايتها الخريجات، أيها الخريجون،،

لا شك لدي في أن المعارف التي اكتسبتموها والخبرات التي راكمتموها خلال دراستكم في أكاديمية البشير، تؤهلكم للنجاح في حياتكم الحسية والمعنوية، لكن عليّ أن أصدقكم القول إن النجاح لن يكون سهلا، وعلينا جميعا أن نواصل طـَرْقَ باب القرآن الكريم ونواصل الطـَرْقَ حتى ينفتحَ الباب على مصراعيه، وتحلو به حياتنا، ونيل المطالب لا تتحقق، بعد توفيق الله، إلا بالتشمير على ساعد الجد، فالنجاح لا يحابي إلا العقل المتأهب المتحفز.

إخواتي وأخواني، بناتي وأبنائي،
محظوظ من يترك بصمة على صفحة الزمان، وأثرا على رمال الحياة، (سنكتب ما قدموا وآثارهم ) ولا يترُكَن أحدٌ أثرا أعظم ولا أنفع من العمل الصالح، الذي ينفع الله به العباد والبلاد، فأما الزَبَد فيذهب جُفاء، وأما ما ينفع الناس من علم وأدب وعطاء ومعالم خير فيبقى في الأرض، أتمنى أن يترك كل منكم أثرا.

عزيزاتي وأعزائي،

لا شك أنكم في مستقبل الأيام ستنظرون إلى وقتكم في أكاديمية البشير بكثير من الحب وكثير من العرفان وفيض من الحنين، ولربما ستقولون كانت تلك أجمل أيام العمر، وسنشعر نحن أساتذتكم بالفخر حينما نسمعكم تقولون ذلك، ولكن، دعوني أقول صدقا إن الأمر يعود لكم، يعود لكم أن تجعلوا دوما أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعدْ .. أتمنى أن تفعلوا.

ولا بد لي هنا ان أدعوكم جميعا جميعا وألتمس منكم أن تبقى صلتكم بمؤسستكم بعد تخرجهم مستمرة، فهي كما احتضنتهم خلال سنوات الدراسة فإنها تتطلع لخدمتهم بعد تخرجكم.

وختاما لا يفوتي في هذا المقام، وباسمكم جميعا، أن نشكر الله عز وجل على ما تلقاه مدرستنا من عناية واهتمام من كل الفاعلين، وعلى رأسهم اسرة الحاج البشير ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي المحلي والسلطات المحلية، ولا ننسى جنودنا الأوفياء العلماء والعالمات والاساتذة والمعلمات، والمتطوعين والمتطوعات، الذين اقتنعوا برسالة مؤسستهم، وواصلوا المساء الصباح خدمة لشعارها: الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر .

أيها الحضور..
واستمساكا بما عرف به المسلمون قاطبة والمغاربة على وجه الخصوص من الاهتمام بالقران الكريم، وتكريم حفظته وقرائه، وسيرا على سنة ملوكنا الأخيار وآبائنا الأبرار، أدعوكم جميعا لتكونوا معنا يوم غد على الساعة 10.00 صباحا، في مسيرة القرآن الكريم ، مسيرة النور القرآنية، والتي سنخرج فيها جميعا نحتفل بالقرآن الكريم، مصدر عزنا، وعنوان نظامنا الداعي لكل خير، ونحتفي بنجاح أزيد من خمسين طفلا من أطفالنا في برنامج التعليم العتيق، ختموا القرآن وضبطوا تلاوته وتجويده ولله الحمد والمنة، ندعوكم للمشاركة معنا بخطوات نصدح فيها جميعا بحب الله وحب الوطن، وحب الوطن من الايمان، نهنئهم جميعا ونبارك لهم خطواتهم، ونهنئ المعلمات والاداريين القائمين بكل اجتهاد على برنامج التعليم العتيق.

ونسأل الله في ختام هذه الكلمات التي ارسلها إليكم من بعيد على جناح المحبة والتقدير أن تستمر انجازات بلادنا في كل المجالات الحسية والمعنوية، وأن تبقى بلادنا في عز وسؤدد ورفعة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المحفوظ بحول الله وقوته والسبع المثاني والقرآن العظيم، والحمد لله رب العالمين.

عبد الفتاح الفريسي

مدير مؤسسة الحاج البشير

معرض دولــي: الإســلام عقيدة وعبادة

يضم المعرض أعمال تصور نشأة الحرف العربي على مر العصور

تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع وزارة السياحة والثقافة التركية وتحت عنوان “الإسلام عقيدة وعبادة” ما بين 22 يونيو و 10 أكتوبر 2009 معرضاً فنياً في قصر الإمارات بأبوظبي، يضم ما يقارب المائة وخمسين عملاً فنياً، بعضها يعرض لأول مرة ـ تم جمعها من سبعة متاحف

ومكتبات وطنية في تركيا خصيصاً للمعرض من بينها: “متحف قصر توبكابي، متحف الفنون التركية والإسلامية، مجمع مولوية جالاتا، مكتبة بيازيت، متحف الأعراق البشرية بأنقرة، ومتحف ميفلانا بمدينة كونيا ومكتبة ملّت”.

وبالإضافة إلى الرسومات المصغرة والمخطوطات والأعمال الفنية، يضم المعرض العديد من الأعمال التي تصور نشأة الحرف العربي على مر العصور، وكذلك أمثلة على استخدام الحرف العربي في التزيين والزخرفة على الأسطح المعدنية والأعمال الخشبية والنسيج وغيرها من الحرف والأعمال.

كما تشكل سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وظهور الإسلام، وأركان الإيمان والعبادة في الإسلام موضوعات لعدد كبير من المعروضات، بالإضافة إلى مجموعة من الأساليب غير المعتادة في تقديم فن الكتابة بالخط العربي مثل: مجموعة من القمصان المرسوم عليها طلاسم تعكس الرمزية في الإسلام، ومن أهم الأعمال الرمزية في المعرض قطع ذهبية أشهرها “قدم السعادة” من متحف قصر توبكابي، كما ينظم على هامش المعرض مجموعة من الفعاليات الثقافية كعروض الدراويش، وورش عمل يعرض فيها الحرفيون أعمالهم اليدوية في الفن الإسلامي.

(عن موقع العرب أونلاين)

المؤتمر العالمي الأول للباحثين في القرآن الكريم وعلومه

تشرفت العاصمة العلمية للملكة المغربية بعقد المؤتمر العالمي الأول للباحثين في القرآن الكريم وعلومه: “جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وعلومه”، أيام 10-11-12 جمادى الأولى 1432 للهجرة، الموافق ل 14-15-16 أبريل 2011 للميلاد، برحاب المركب الثقافي “الحرية”.

وشرفت فاس بحضور طائفة من علماء الأمة من أصقاعها المختلفة من المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا والأردن ومصر والسودان والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والجزائر وموريطانيا والمغرب والسينغال وتركيا وماليزيا، وكذا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وفرنسا، مثلوا عدة هيئات ومراكز ومؤسسات وجامعات، وقدموا أعمالهم وأبحاثهم ومشاريعهم المتعلقة بخدمة القرآن الكريم وعلومه من وجوه عدة، شملت حفظه؛ رسما وتجويدا وقراءات وتحفيظا، وشملت تيسيره؛ فهرسة وتسجيلا وترجمة، وشملت تفسيره؛ معاني وأصولا ومصطلحات وألفاظا، وشملت كشف إعجازه؛ بيانا وتشريعا وعلوما، وشملت استنباط الهدى منه؛ سننا وأحكاما وقواعد ومقاصد.

فتحقق بذلك أو كاد تبين خلاصة جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وعلومه، وتبينت أو كادت المجالات التي تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق القصد. وأتم الله تعالى النعمة بأن أتاح الفرصة للباحثين في المجال، فتعارفوا وتفاهموا ونسقوا من أجل أن يتكاملوا.

ولئن كان هذا هو الملتقى الأول من نوعه، فإن الأمل معقود على عقد ملتقيات أخرى يكون فيها التعاون أوثق وأنفع وأدوم، خاصة أن المؤتمر قد أظهر بحمد الله عز وجل، أن جهود الأمة خلال القرون الماضية مازالت حية في ضمائر أبناء هذه الأمة من خلال القطوف الدانية التي بدأت أزهارها تتفتق هنا وهناك لتنشر أريجها ذكرا يُتلى ويُتدبر ويُحفظ ويُسجل ويُفسر ويُتأمل إعجازه.

ومن جميل الموافقات أن تزامن هذا المؤتمر مع إنشاء جمعية علمية أكاديمية تحمل اسم “الجمعية المغربية للباحثين في الدراسات القرآنية” تهدف إلى تنظيم البحث العلمي في المجال وترشيده وتوجيهه وتطويره.

ولقد يسر الله تعالى لهذا الأمر باحثين وباحثات بذلوا ما بذلوا من الأوقات والجهود والأموال ما مكن من إنجازه بشكل مُرْض، ونسأله عز وجل أن يتقبل كل ذلك قبولا حسنا وأن يضاعف لهم أجره ويؤتي ثماره. فكان أن تحقق تعاون وثيق رفيع بين مؤسسة البحوث والدراسات العلمية “مبدع”، والرابطة المحمدية للعلماء، ومعهد الدراسات المصطلحية، والهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله.

وبهذا الصدد فإن مؤسسات (مبدع) والرابطة المحمدية ومعهد الدراسات المصطلحية تتعهد بعقد المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في القرآن الكريم وعلومه بعد سنتين من تاريخه بفاس العامرة إن شاء الله عز وجل.

أما الذين حجوا إلى هذا البلد الآمن الأمين من أماكن بعيدة محتسبين الأجر، فالله تعالى نسأل أن يضاعف لهم الأجر ويبارك لهم في العمر وأن يردهم إلى أهاليهم سالمين غانمين. والشكر موصول إلى كل من مد يد المساعدة والعون في سبيل إنجاح هذا المؤتمر من السلطات المحلية والمجلس البلدي والقائمين على مركب الحرية الثقافي، ومديره خاصة، وإلى كل الحاضرين الذين ازدان بهم هذا المؤتمر، أحسن الله إليهم وتقبل منهم.

وقد أسفر هذا المؤتمر المبارك عن التوصيات الآتية:

التوصيات:

1- الحاجة قائمة اليوم ـ أكثر من أي وقت مضى ـ إلى تجاوز العمل الفردي المنعزل والشروع في تأسيس العمل المؤسسي وفق فرق بحث جماعي يجمعها عمل مؤسسي منظم قائم على تشخيص المنجز واستيعابه وتقويمه، وحسن توظيف واستثمار الصالح منه، وتحديد حاجات الأمة وواجبات الوقت في خدمتها لكتابها ورسالتها في إطار من الرؤية الشمولية والاستراتيجية، والتشاور العلمي والتنسيق، وعمق الإشراف على الماضي والحاضر وحسن استشراف المستقبل.

2- الدعوة إلى إنشاء جمعيات علمية أكاديمية للباحثين في القرآن الكريم وعلومه في كل البلاد الإسلامية

3- الدعوة إلى إنشاء إذاعات وقنوات إعلامية خاصة بالقرآن الكريم وعلومه في كل بلد إسلامي ودعم وتحسين الموجود منها والتكثير منها باللغة العربية وبلغات متعددة محلية ودولية.

4- الدعوة إلى إنشاء رابطة عالمية للباحثين في القرآن الكريم وعلومه تعنى بخدمته من كل جوانبه.

5- الدعوة إلى إنشاء جامعات للقرآن الكريم تتفرع إلى كليات ومعاهد متخصصة في علوم القرآن رسما وضبطا وقراءات، وتحفيظا وبيانا وأصولا واستنباطا.

6- أهمية توسيع الندوات العلمية والمؤتمرات المحلية والدولية في قضايا القرآن الكريم وعلومه، بناء على أسس تقوم على تشخيص المنجز وتقويمه، والتوجيه إلى العمل العلمي المطلوب.

7- توسيع دائرة الاهتمام بالقرآن الكريم لتشمل إضافة إلى المجالات العلمية، المجالات التربوية والدعوية، وتيسير تعلم القرآن الكريم وعلومه.

8- إنشاء بنك معلومات إلكتروني يتوفر على كل ما تم العثور عليه من تأليفات في علوم القرآن مبوبا ومفهرسا، وتعميم نشره على الباحثين والمواقع ومعاهد البحث، وتضمينه موسوعات ومعاجم تيسر البحث في هذه العلوم.

9- الدعوة إلى إعادة القرآن الكريم إلى موقع الصدارة من حيث التأطير المفاهيمي والمصطلحي والمنهاجي في مختلف فروع العلم والمعرفة.

10- إسناد مهام خدمة القرآن الكريم لأهلها من العلماء الربانيين ولأهل الاختصاص من الباحثين والخبراء التقنيين الأقوياء الأمناء واعتماد أسلوب المشورة العلمية بين العلماء والمتخصصين في حل المعضلات واقتراح الحلول ومتابعة التنفيد.

11- ضرورة العناية البالغة والمستدامة باللغة العربية وعلومها من حيث كونها وعاءا للقرآن الكريم وعلومه، ولارتباطها الوثيق بكتاب الله من حيث الفهم والاستنباط.

12- ضرورة الاستفادة من تقنيات العصر بمختلف أنواعها وتأهيل العنصر البشري فيها وتدريب المتخصصين في الدراسات القرآنية في حسن توظيفها واستثمارها والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن.

13- ضرورة ربط التعليم والإعلام بخدمة القرآن الكريم قضية الأمة الجوهرية والمصيرية، وتخصيص حصص كافية لمادة القرآن الكريم وعلومه في الصحف والإذاعات والقنوات التلفزية الرسمية وغير الرسمية.

14- ضرورة طبع بحوث المؤتمر ووضعها بين أيدي الباحثين في الجامعات ومراكز البحث المتخصصة وبناء الأبحاث والدراسات عليها لسد الثغرات واستكمال جهود الأمة السابقة، وتأسيس المشاريع العلمية التي من شأنها أن تستجيب لحاجيات الأمة وتؤسس لنهضتها المنشودة. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أثر القدوة في النفوس:

النظر إلى الذات القدوة أعظم تأثيرا وأفعل في النفس من السماع المجرد عنها، وأبقى لآثار الخير في ناظرها، وقد كان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الحظ الأوفر، لمجالستهم له صلى الله عليه وسلم ومشاهدتهم إياه وقربهم منه، فكانوا بذلك خير أمة أخرجت للناس.

إن رؤية الإنسان القدوة تذكر بالحق ومعالمه، وتورث معاني الخير من خلال سمته وهيبته، في نطقه وصمته وحركته وسكونه، في فرحه وترحه، قال الحكيم الترمذي عند شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (من ذكركم بالله رؤيته):”هم الذين عليهم من الله سماتٌ ظاهرة، قد علاهم بهاء القربة، ونور الجلال، وهيبة الكبرياء، وأنس الوقار، فإذا نظر الناظر إليهم ذكر الله تعالى لما يرى عليهم من آثار الملكوت”فتح القدير 467:3.

فضل طلب العلم

للعلم مقام عظيم في شريعتنا الغراء ، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء ، وفضل العالم على العابد كما بين السماء والأرض، فعن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما جئت لحاجة ؟! قال: لا، قال: أما قدمت لتجارة ؟! قال: لا، قال : ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر”[ أخرجه الترمذي] .

والعلماء هم أمناء الله على خلقه،‏ وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحل لهم في الدين خطير؛ لحفظهم الشريعة من تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين، والرجوع والتعويل في أمر الدين عليهم، فقد أوجب الحق سبحانه سؤالهم عند الجهل، فقال تعالى : ((فاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )) [النحل: 43]

وهم أطباء الناس على الحقيقة ، إذ مرض القلوب أكثر من الأبدان ، فالجهل داء ، والعلم شفاء هذه الأدواء ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( فإنما شفاء العي السؤال) [ أخرجه أبو داود] .

أولاً ــ فضل العلم

1 ــ العلم مهذب للنفوس : سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به ” فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ” [ محمد:19 ] فأمر بالعمل بعد العلم .

2 ــ العلم نور البصيرة :
إنه نور يبصر به المرء حقائق الأمور ، وليس البصر بصر العين ، ولكن بصر القلوب ، قال تعالى : (( فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) [الحج:46] ؛ ولذلك جعل الله الناس على قسمين : إمَّا عالم أو أعمى فقال الله تعالى : (( أ فمن يعلم أنَّما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى )) [ الرعد:19] .

3 ــ العلم يورث الخشية من الله تعالى :
قال الله تعالى : ” إنَّما يخشى الله من عباده العلماء ” [ فاطر : 28]، وقال تعالى : ” إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ” [ الإسراء : 107-109 ].

4 ــ طلب الاستزادة من العلم :
وقد أمرنا الله تعالى بالاستزادة من العلم وكفى بها من منقبة عظيمة للعلم ، فقال الله تعالى : ” وقل رب زدني علمًا ” [ طه: 114] ، قال القرطبي : فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.

5 ــ العلم أفضل الجهاد :
إذ من الجهاد، الجهاد بالحجة والبيان، وهذا جهاد الأئمة من ورثة الأنبياء، وهو أعظم منفعة من الجهاد باليد واللسان، لشدة مؤنته، وكثرة العدو فيه، قال تعالى : ” ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا ” [ الفرقان : 51-52 ]
يقول ابن القيم:” فهذا جهاد لهم بالقرآن، وهو أكبر الجهادين، وهو جهاد المنافقين أيضًا، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين، بل كانوا معهم في الظاهر، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ، ومع هذا فقد قال تعالى: ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ” ومعلوم أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن.

6 ــ التنافس في بذل العلم :
ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين: بذل المال، وبذل العلم، وهذا لشرف الصنيعين، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير، عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ))[ متفق عليه].

7 ــ العلم و الفقه في الدين أعظم منة :
ومن رزق فقهًا في الدين فذاك الموفق على الحقيقة ، فالفقه في الدين من أعظم المنن، عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) [ أخرجه الترمذي (2645) وقال : حسن صحيح ].

8 ــ العلم مقدم على العبادة :
والعلم مقدم على العبادة ، فإنَّ فضلا في علم خير من فضل في عبادة ، ومن سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنة، فقد أخرج البيهقي في سننه عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله أوحى إليَّ : أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة وفضل في علم خير من فضل في عبادة و ملاك الدين الورع )) [ أخرجه البيهقي ، بسند صحيح ].