كتاب جديد يكشف جانبا من “الإبداع المغربي” في قراءة القرآن الكريم
صورة للإبداع المغربي في علوم القرآن الكريم يكشفها إصدار جديد للباحث المغربي عبد الفتاح الفريسي، معنون بـ”نظم البارع في قراءة نافع”.
وصدر هذا الكتاب الجديد عن مطبعة دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة بالقاهرة، في 105 صفحات، ويكشف جانبا من جوانب “الإبداع المغربي”، وفق ورقته التعريفية، ويسهِم في “التعريف بالشخصية المغربية” و”مساهمة المغاربة في خدمة القرآن الكريم”.
وهذا العمل دراسة وتحقيق لنظم الإمام ابن آجروم المغربي الصنهاجي المتوفى سنة 723 للهجرة، ورام به مؤلفه التعريف بأصول قراءة الإمام نافع المدني المتوفى سنة 169 للهجرة؛ وهي قراء اعتنى بها المغاربة وألفوا فيها المؤلفات، حتى أضحت ثابتا من ثوابتهم، وأصلا من أصولهم.
وجرى الاهتمام المغربي بهذه القراءة نظرا لكونها “قراءة أهل المدينة المنورة، وبها قرأ إمام المدينة وفقيهها مالك بن أنس، وعظم بذلك اهتمام المغاربة بها، وصنّفوا فيها التصانيف وحققوا أصولها واعتنوا بأسانيدها وألّفوا فيها التواليف العديدة”.
وتبرز أهمية هذا المؤلف في تعريفه بجانب من جوانب شخصية موسوعية مثل الإمام ابن آجروم، المعروف بكونه عالما نحويا اشتهرت مقدمته في النحو المعروفة بالآجرومية، غير أن الكثيرين لا يعرفون إبداعه في علوم القراءات والتجويد.
في هذا السياق يكتب الفريسي: “لقد ظلت أرجوزة «البارع في أصل مقرإ نافع» منذ زمن بعيد في حكم ما فقد من التراث، لا يعلم بوجودها إلا القليل من أهل الاختصاص، حتى يسّر الله لنا اليوم سبل الوقوف عليها، ووفّقنا لخدمتها بضبطٍ صحيح حميد، وتحليتها بشيء من التعليق المختصر المفيد، يميط اللثام عن مظهر من مظاهر الإمامة والنبوغ عند الإمام ابن آجروم الصنهاجي، ويوقِفنا على بعض معالم الحذق والتفوق في مدرسته القرائية، وعلى بُعد جديد ومكوّن مجهول في شخصية ابن آجروم المعرفية والعلمية؛ وأعني بذلك البعد القرائي والحضور الأدائي، ولو لم تكن لهذا البحث إلا هذه المزية لكفته فخرا وفضلا”.
ويزيد الباحث مبرزا أهمية هذا المنشور الجديد: “المؤلف ذو أهمية بالغة، وقيمة معرفية وعلمية كبيرة، جاءت محمّلة بالفوائد المفهمة، والدقائق البارعة، ناهيك عما امتازت به من حسن النظم، وبراعة الترتيب، أبدع فيها صاحبها ابن آجروم وأفاد، وفصّل فيها وأجاد، ولا غرابة في ذلك، فناظمها امتاز بكل الخصائص العالية، والمزايا الغالية، فهو في العلم كنار على علَم، عرفناه بمتن الآجرومية نحويا كبيرا، وسنعرفه في هذا الكتاب قارئا للقرآن مجودا وتاليا”.