أولا: الأصل والمحتد:
ينحدر الدكتور عبد الفتاح الفريسي من قبيلة الشرافاء أبناء أبي السباع، وهي قبيلة عربية عدنانية وهي من أحد أقدم قبائل العرب في المغرب، والتي لا تزال محافظة على اسمها إلى اليوم.
يتواجد أغلب السباعيين اليوم في المغرب في حوز مراكش ( إقليم شيشاوة و تيغسريت، و بوجمادة و سيدي المختار وغرب المغرب والساقية الحمراء )، وأقلية في موريتانيا ومصر، سوريا ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، ويرجع نسب بني السباع إلى عَامِر أَبِي السِّبَاع الْإِدْرِيسِيّ الْهَاشِمِيّ القريشي، جد قبيلة أبناء أبي السباع، ينتمون لآل البيت. وتعـد قبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع من القبائل العظيمة محتدا واحتراما فقد استقروا بالمغرب منذ القديم حيث توجد العديد من الوثائق الحكومية التي تتحدث عن وجودهم في الصحراء لأكثر من سبعة قرون، فلقد جابوا فيافيها وتعرفوا علي مجاهلها وعمروها بتجارتهم ومدارسهم الدينية الي عهد غير بعيد.
يقول الحسن بن الطيب بوعشرين: “كان أولاد أبي السباع في الزمن الأول من أمتن الناس دينا وعلما وأدبا وحفظا وصيانة وشجاعة وفروسية، وكان ذلك مغروزا في طباعهم حتى النساء، وكان الحسن مقصورا عليهم، وكان الناس يضربون الأمثال بحسنهم وصفاء أذهانهم .وشرفهم مسلم عند جميع الناس فلا مطعن فيه لأحد وهم محمولون عند الناس على التوقير والتعظيم والمراعاة،”، وَقَال عَنْهُم حمداتي شبيهنا مَاء الْعَيْنَيْنِ فِي مُؤَلِّفُه قَبَائِل الصَّحْراءِ الْمَغْرِبِيَّةِ : « أَن شَمَائِل السباعيين أَكْثَرَ مِنْ أَنَّ تُحْصَى فِي فَقَرَأْت كهاته فَإِذَا ذُكِرَ الْعَلَمِ فُهِمَ حفَاظُه وأساتذته ، وَإِذَا ذكرَ الجهاذ فَهُم إبْطَالُه ، وَإِذَا ذكرَ الشَّعْر فَهُم رُوَاتُه ، وَإِذَا ذكرَ الِاقْتِصَاد فَهُم مديروه وتجَاره، فَفِيهِم كَرَّم النُّفُوس وَبَذْل الْأَمْوَال ، وَإبَاء الضّيْم ، و التَّمَسُّك بِكُلّ قَيِّم الْإِسْلَام ، جَعَلَ اللَّهُ ذالك مُسْتَمِرًّا فِيهِمْ إلَى أَنْ يَرِثَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا » ، وقال عنهم الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي في مؤلفه الجواهر الباهرة في النسب الشريف: « هُنَاك مَيَّزَه أُخْرَى وَهِيَ أَنَّ جَدَّهُمْ عَامِر الهامل الْمُكَنَّى بِأَبِي السِّبَاع لَمْ يَكُنْ رَجُلًا عَادِيًا كَبَاقِي الرِّجَال بَلْ كَانَ رَجُلٌ عَلِمَ وزهادة وسياحة وتصوف وَعُبَادَة وَلَقَد بَلَغَ رُتْبَةَ عَالِيَةً مِنْ الْوِلَايَةِ وَالصَّلَاح وَهِي الْقُطْبَانِيَّة بَلْ كَانَ وَتَدًا مِن الأوتاذ كَمَا يَقُولُ الشَّيْخُ مَاء الْعَيْنَيْن : فَلَا غَرَابَةَ بَعْدَ هَذَا أَنَّ وَجَدْنَا طَفْرَة مِنْ الصُّلَحَاءِ وَالْعُلَمَاء الْعَارِفِين المنحدرين مِنْ صُلْبِهِ وَهُم منتشرون فِي القَارَّات الْمَعْرُوفَة عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ . »
ثانيا: النشأة والتعليم:
ولد عبد الفتاح الفريسي سنة 1966 بزنقة القناصل بمدينة الرباط القديمة، ونشأ ودرس القرآن الكريم بها.
جمع عبد الفتاح الفريسي في مسيرته الدراسية بين التعليم العام والتعليم الديني الشرعي.
تتلمذ الفريسي على العديد من علماء عصره داخل المغرب وخارجه في العديد من العلوم والفنون.
بعد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1987م، التحق الفريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وحصل بشعبة الدراسات الاسلإمية على الإجازة عام 1992م ثم دبلوم الدراسات العليا المعمقة في علوم القرآن الكريم عام 1993م.
سجل الفريسي رسالة الماجيستير سنة 1993م في موضوع (كتاب الموضح في تعليل وجوه القراءات السبع) للإمام أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي (تـ:440ه) دراسة وتحقيق.
حصل عبد الفتاح الفريسي سنة 2005م على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بميزة مشرف جدا، في موضوع: (منهج الإمام أبي العباس المهدوي (تـ: 440 ه) في توجيه القراءات السبع).
ثالثا: مشاركاته القرآنية:
في سنة 1989 مثل المغرب في المسابقة الدولية في حفظ وتجويد القرآن الكريم بمكة المكرمة حيث حصل على الرتبة الرابعة.
في سنة 1990 مثل المغرب في المسابقة الدولية للقرآن الكريم في حفظ وتجويد القرآن الكريم بالجماهيرية الليبية حيث حصل على الرتبة الأولى، مع توصية تنويهية وتقديرية خاصة.
في سنة 1992 مثل المغرب في المسابقة الدولية للقرآن الكريم بالمملكة الماليزية حيث حصل على الرتبة الثالثة مع شهادة التنويه والشرف.
رابعا: إجازاته العلمية:
تلقى الفريسي العلوم العربية والإسلامية على العشرات من العلماء والشيوخ، ومنهم من أجازه في العديد من الفنون والعلوم، ومن بين أجازاته، إجازة في قراءة نافع براوييه، وإجازة في القراءات السبع ، وإجازة في القراءات العشر الصغرى والكبرى، كما له العديد من الإجازات بمرويات علمية في الفقه والحديث والسيرة النبوية والأدب وغيرها من العلوم من مجموعة من الشيوخ والعلماء.
خامسا: تكريمه:
في سنة 1994 تم اختياره للمشاركة في المهرجان الدولي للقرآن الكريم لكبار القراء بجمهورية باكستان اللإسلامية بمشاركة بعض كبار القراء العالميين.
في عام 2017 مثل المغرب في المهرجان الدولي للقرآن الكريم بجمهورية بانغلاديش مع مجموعة من كبار القراء العالميين، وفي نفس العام تم تكريمه بحضوره ضيف شرف بالمهرجان الدولي للقرآن الكريم بالجمهورية الجزائرية الشقيقة.
سادسا: عمله:
شغل عبد الفتاح الفريسي مجموعة من المهام العلمية:
تم تعيينه سنة 1989 إماما وخطيبا بمسجد الشيخ زايد بعين خلوية بمدينة الرباط.
تم تعيينه سنة 1993 أستاذا لمواد علم التجويد والدراسات الشرعية بمدرسة دار القرآن عبد الحميد احساين بالرباط.
أسس سنة 2006 مدرسة الريفي الخاصة للتعليم العتيق بحي النهضة بالرباط.
يعمل منذ 2006 وإلى غاية اليوم مديرًا عاما لمؤسسة الحاج البشير للتعليم العتيق بمدينة تمارة المغربية.
ومنذ 2017 يعمل الدكتور عبد الفتاح الفريسي أستاذا للقرآن الكريم والتربية الإسلامية بالمدرسة المولوية بالرباط.
سابعا: مؤلفاته:
ضوابط القراءة الصحيحة وهو في الأصل بحث لنيل الإجازة في الدراسات الإسلامية 1989.
منهج الإمام المهدوي في تعليل وجوه القراءات السبع وهو في الأصل أطروحة بحث نال به درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا عام 2005.
مشارق الأنوار في فقه الدعاء من القرآن الكريم والسنة الصحيحة وعيون الأثر.
تقريب البارع في قراءة الإمام نافع وهو شرح لنظم البارع لابن آجروم الصنهاجي المتوفى عام 723 ه.
ري الظمآن في القراءات السبع للإمام المهدي متجينوش الرباطي المتوفى عام 1344ه: دراسة وتحقيق.
نظم سند الإمام متجينوش للإمام المهدي متجينوش الرباطي المتوفى عام 1344 هـ: دراسة وتحقيق.
نظم الأقنوم في مبادئ العلوم (قسم علوم القرآن) لعبد الرحمن بن عبد القادر بن علي الفاسي المتوفى عام 1096ه: دراسة وتحقيق.
ثامنا: أنشطته الإعلامية
قدم وأعد عدة برامج إعلامية منها كثيرة، برنامج (القراءات السبع) يقوم بشرح قصيدة الشاطبية، وبرنامج (إقرأ وارتق) لتعليم التجويد وقراءة القرآن الكريم، وبرنامج (سلوة الأنفاس) في الرقائق والمواعظ، وبرنامج (لُمَعٌ من سيرة المصطفى ).